* هل تريد أن تعيش سعيداً إليك الطريق إلى السعادة *
اعلم يا أخي المسلم وأختي المسلمة :
أن اللسان هو أعظم آلة للشيطان في استهواء الإنسان،
لذا كان حفظ اللسان من أعظم التحصينات ضد الشيطان .
وبرأيي أن حفظ اللسان هو الطريق إلى السعادة
* تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان *
قال تعالى : (* ولايغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن ياكل لحم أخيه
ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم*)
(*ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا *)
(*ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد*)
*الغيبة : هي ذكرك أخاك بما يكره
*لا تقف : لاتتبع
*رقيب عتيد : ملك حافظ لأقواله معد حاضر
* عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم :
حسبك من صفية كذا وكذا * قال بعض الرواة: تعني قصيرة *
فقال : ((لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته))
*مزجته : خالطته مخالطة يتغير بها طعمه أو ريحه لشدة نتنها وقبحها
((* قال عليه السلام : لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس
يخمشون وجوههم وصدورهم ،فقلت :من هؤلاء يا جبريل ؟
قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم*))
* يأكلون لحوم الناس : أي يغتابون الناس وشبهت الغيبة بأكل اللحم
* يقعون في أعراضهم : أي يتناولون أعراضهم بالكلام القبيح
* والعرض :هو موضع المدح والذم من الانسان
عن أبي هريره رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"من كان يؤمن بالله واليوم والآخر فيلقل خيرا أو ليصمت"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله
لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة
من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم) رواه البخاري
قال رسول صلى الله وسلم :
( لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإن كثرة الكلام بغير
ذكر الله قسوة للقلب ، وأن ابعد الناس من الله القلب القاسي )
رواه الترمذي...حديث حسن غريب
إليكم عدة أمور يجب على المسلم مراعاتها :
1- حفظ اللسان عن الكلام في فيما لا يعني :
وذلك لأنه تضييع للوقت الذي هو رأس مال المسلم،
فقد كان بإمكانه أن يستغله في ذكر الله عز وجل فينال به الأجر الكثير،
فالكلام فيما لا يعني إن لم يكن فيه ضرر ففيه الخسارة وتضييع الأجر،
ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:
"من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".
2- حفظ اللسان عن فضول الكلام :
وهو الزيادة التي لا فائدة من ورائها، فإذا أدى مقصوده بكلمة فالثانية فضول،
قال تعالى: "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس".
3- حفظ اللسان عن الخوض في الباطل:
كالكلام في المعاصي، مثل: حكاية مجالس الخمر، ومقامات الفساق، وتنعم الأغنياء، وغير ذلك
قال عليه الصلاة والسلام:
"إن الرجل ليتكلم بالكلمة، من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت،
يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه. وإن الرجل ليتكلم بالكلمة،
من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه".
وقال ابن مسعود: أعظم الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضاً في الباطل.
4- حفظ اللسان عن الجدال والمراء:
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:
"أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً،
وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً،
وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه".
5- حفظ اللسان عن الخصومة:
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:
"إن أبغض الرجال عند الله الألد الخصم".
وقال عليه الصلاة والسلام:
"الكلمة الطيبة صدقة".
6- حفظ اللسان عن التقعر في الكلام:
لقد ذم النبي عليه الصلاة والسلام التشدق والتقعر
وتكلف السجع والفصاحة فقال عليه الصلاة والسلام:
"إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً،
وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون.
قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارين والمتشدقين فما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون".
7- حفظ اللسان عن الفحش والتفحش:
قال عليه الصلاة والسلام:
"إن الله لا يحب الفاحش المتفحش".
والفحش في القول: (هو التعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة،
فإن لأهل الفساد عبارات صريحة فاحشة يستعملونها فيه،
وأهل الصلاح يتحاشون عنها، بل يكفون عنها ويدلون
عليها بالرموز فيذكرون ما يقاربها ويتعلق بها).
8- حفظ اللسان عن السبّ:
قال عليه الصلاة والسلام:
"سباب المسلم فسوق وقتاله كفر".
*سباب المسلم : أي شتمه والتكلم في عرضه بما يعيبه
*فسوق : خروج عن طاعة الله تعالى
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال:
"من أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه. قالوا: يا رسول الله،
وكيف يسب الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه".
9- حفظ اللسان عن اللعن:
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:
((*ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء*))
*بالطعان : الذي يقع في أعراض الناس بالذم والغيبة
*اللعان : كثير اللعن واللعن هو الطردمن رحمة الله
*الفاحش: ذو الفحش يشتم الناس ويطعن في أنسابهم
*البذيء : الفاحش في منطقه وان كان كلامه صدقا
وقال عليه الصلاة والسلام:
"إن اللعانين لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة".
وقال عليه الصلاة والسلام:
"لعن المؤمن كقتله".
واللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله، ولذلك كان أمراً خطيراً
فلا يجوز لأحد أن يحكم على أحد بالطرد من رحمة الله إلا
من حكم الله عليه بذلك، فلا يجوز لمسلم أن يلعن حيواناً أو جماداً.
10- حفظ اللسان عن سب الأموات:
قال عليه الصلاة والسلام:
"لا تسبوا الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدّموا".
11- حفظ اللسان عن رمي المؤمن بالكفر:
قال عليه الصلاة والسلام:
"أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ،
إن كان كما قال وإلا رجعت عليه".
وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال:
"من قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله".
12- حفظ اللسان عن كثرة المزاح :
قال سعيد بن العاص لابنه:
(يا بني، لا تمازح الشريف فيحقد عليك، ولا تمازح الدنيء فيجترئ عليك).
واعلم أن المزاح جائز بشرطين:
أولهما: ألا يداخله الكذب. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
"قالوا: يا رسول الله، إنك تداعبنا. فقال: النبي عليه الصلاة والسلام:
إني وإن داعبتكم لا أقول إلا حقاً".
ثانيهما: ألا يكثر منه بل يكون على الندور، لأن كثرة الضحك تميت القلب.
13- حفظ اللسان عن السخرية والاستهزاء:
قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى
أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنّ خيراً منهن".
والسخرية هي النظر إلى المسخور منه بعين الانتقاص والاستهانة والتحقير
والتنبيه على العيوب على وجه يضحك منه، وقد يكون ذلك بالمحاكاة في الفعل
والقول، وقد يكون بالإشارة والإيماء. والباعث على الاستهزاء هو الكبر،
قال عليه الصلاة والسلام:
"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر".
14- حفظ اللسان عن عيب الطعام:
"ما عاب رسول الله طعاماً قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه".
15- حفظ اللسان عن الكذب:
قال عليه الصلاة والسلام:
"دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة".
قال عليه الصلاة والسلام:
"ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم
ولهم عذاب أليم: شيخ زانٍ، وملك كذاب، وعائل (أي فقير) مستكبر".
أما الكذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام فقد ثبتت أحاديث كثيرة
تبين جزاءه، قال عليه الصلاة والسلام:
"من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار".
وبناءً عل ذلك لا يجوز لمسلم أن ينسب للنبي عليه الصلاة والسلام قولاً
دون أن يتثبت من صحته. ما يجوز من الكذب:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيمنى خيراً أو يقول خيراً".
وقالت أم كلثوم: "ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها".
16- حفظ اللسان عن الغيبة:
قال عليه الصلاة والسلام:
"كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه".
ولكن ما الغيبة؟ قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:
"أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره.
قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته،
وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتّه".
17- حفظ اللسان عن النميمة:
قال عليه الصلاة والسلام: "لا يدخل الجنة نمام".
18- حفظ اللسان عن خصلة ذي اللسانين:
وهو نقل الحديث من جهتين، وهو أشرّ من النميمة.
قال عليه الصلاة والسلام: "من كان له وجهان في الدنيا كان له لسانان يوم القيامة".
19- حفظ اللسان عن التحدث بما كان بينك وبين زوجتك:
قال عليه الصلاة والسلام:
"إن من أشرّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل
يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها".
20- حفظ اللسان عن الغناء:
قال تعالى: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث
ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً".
وقال عليه الصلاة والسلام:
"ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحـِر (الزنا) والحرير والخمر والمعازف".
وقال ابن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع.
ولقد أجمع الأئمة الأربعة على تحريم الغناء.
21- حفظ اللسان عن الحلف بغير الله:
قال عليه الصلاة والسلام:
"من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت".
وقال ابن مسعود: لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليّ من الحلف بغيره صادقاً.
22- حفظ اللسان عن سب الديك:
قال عليه الصلاة والسلام: "لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة".
23- حفظ اللسان عن سب الدهر:
لأن الله هو الذي يقلًب الليل والنهار.
قال عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي:
"يقول الله تعالى: يسب بنو آدم الدهر، وأنا الدهر، بيدي الليل والنهار".
24- حفظ اللسان عن سب الريح:
قال عليه الصلاة والسلام:
"لا تسبوا الريح، فإن رأيتم ما تكرهون فقولوا:
اللهم إنا نسألك خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به،
ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به".
25- حفظ اللسان عن سب الحُمّى:
قال عليه الصلاة والسلام لأم السائب:
"..لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد".
26- حفظ اللسان عن شهادة الزور:
قال تعالى: "واجتنبوا قول الزور".
وقال عليه الصلاة والسلام: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ (قالها ثلاثاً) ،
قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين،
ثم قال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت".
27- حفظ اللسان عن المنّ بالعطية:
قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى".
28- حفظ اللسان عن سب النفس:
قال عليه الصلاة والسلام: "لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي".
إليكم بعض الأبيات الرائعة للإمام الشافعي :
* حفظ اللسان *
أحفظ لسانـــك أيها الإنسان ..... لا يلدغنك ... إنه ثعبـــــــان
كم في المقابر من قتيل لسانه ..... كانت تهاب لقاءه الأقران
* فضل السكــوت *
وجدت سكوتي متجرا فلزمته ..... إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
وما الصمت إلافي الرجال متاجر ..... وتاجره يعلو على كل تاجر
* الصمت والكلام *
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم .. إن الجواب لباب الشر مفتــــــــاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ..... والكلب يخشى لعمري وهو نبـــــاح
* لا تنطق بالسوء *
إذا رمت أن تحيا سليما من الردى ..... ودينك موفور وعرضك صـين
فلا ينطقن منك اللسان بسوأة ..... فكل كسوءات وللناس ألســـــــــن
وعيناك إن أبدت إليك معائبا ..... فدعها وقل ياعين للناس أعـــــــين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ..... ودافع ولكن بالتيهي أحسن
* في مخاطبـتـه السفيــه *
يخاطبني السفيه بكل قبح ..... فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما ..... كعود زاده الإحراق طيبـــا
أخي الكريم وأختي الكريمة ، اقرؤوها واعملوا بما فيها،
وانشروها ، ولكم عظيم الأجر والثواب بإذن الله تعالى